أختي الحبيبة.. ها قد استعددنا لاستقبال رمضان ونحن في شهر شعبان، وذلك حتى نستقبل رمضان خير استقبال من أول ليلة ولا تفوتنا أي لحظة من هذا الشهر المبارك، وهذا يحتاج إلى خطة عملية تستفيد بها الأسرة كلها، وحبَّذا لو استمرت إلى بعد رمضان.
* عند رؤية الهلال نقول ونردِّد نحن وأبناؤنا الدعاء المأثور عن النبي- صلى الله عليه وسلم-: "اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله"، ويمكن قول الدعاء حتى ولو لم نَرَه حتى في باقي الشهور غير رمضان.
* لا تنسَي أختي الحبيبة فضْلَ الليلة الأولى من رمضان؛ فإن الله- سبحانه وتعالى- ينظر إلى عباده فيها، ومن نظر الله إليه (وهو على طاعة) لا يعذبه.
* أشعري الأبناء بفرحة دخول رمضان، وبأهمية هذه الليلة، وأن تُحيا هذه الليلة بالقيام والقرآن والتوبة الصادقة والنية الخالصة، بل بنيات عديدة، ونحرص فيها أن نرتقي في العبادة، من قرآن وصلاة وذكر..
* حددي مع أبنائك كم سيقرأون من القرآن.. وكم سيحفظون إن شاء الله، وإن فاته ورد في يوم فعليه أن يعوِّضه في اليوم التالي حتى لا يتأخر، وحدِّدي لكل ابن مصحفًا خاصًّا، ولا تنسي أختي كل يوم الجلسة الإيمانية بعد العصر للقرآن وأذكار المساء.
* ويمكن أن تكون هناك جلسة أسبوعية يوم الجمعة تتم فيها مدارسة أحكام الصيام وسيرة الرسول، مع مراعاة آداب يوم الجمعة، من غسل وصلاة جمعة، وقراءة سورة الكهف، وتخيَّري أوقات الإجابة للدعاء وصلة الأرحام والصلاة على الرسول حتى يعتاد الابناء ذلك، وأثر هذا اللقاء طيب جدًّا في تقوية العلاقة الأسرية وتقوية الإيمانيات وطرد الشيطان؛ فهناك إحصائية أن نسبة المشاكل في رمضان إلى غيرة كنسبة: 1: 7.
* الصلاة على وقتها وعدم تأخيرها مهما كانت الظروف، ومتابعة الأولاد في ذلك، مع الخشوع فيها وسننها، بالإضافة إلى صلاة الضحى والتهجد قدر المستطاع للأبناء.
* اهتمي أختي الحبيبة بوقت السحَر، فهو أشرف الأوقات ولو بركعتين، واحرصي على إيقاظ الأولاد للسحور فهو بركة وسنة حتى يتقَوَّوا على الصيام وينالوا الأجر وصلاة الملائكة عليهم، وإذا بقي وقتٌ قليلٌ على الفجر يستغفرون الله ثم يصلون الفجر جماعةً، البنات مع الأم، والأبناء في مسجد مع الأب.
* لو استطعت أختي الحبيبة أن تصلي الفجر جماعةً وتجلسي وتذكري الله (قرآن- أذكار- تسبيح) حتى تطلع الشمس بعد ثلث ساعة، وتصلي ركعتين، ستنالين أجرَ حجة وعمرة، تامة تامة، كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* يمكنكِ أختي أن تنامي بعض الوقت، ثم تقومي بأداء عملك داخل أو خارج المنزل، وكوني في كل أحوالك على ذكر الله في أثناء ترتيب البيت أو الطبخ أو سماع القرآن أو محاضرة.
* لا تنسَي النية في إعداد الطعام حتى تنالي أجر الصائم لكل من أفطر، فاحرصي على دعاء الأهل للإفطار، كذلك التذكرة على أن الأكل عمومًا وسيلةٌ للتقوِّي على الطاعة وليس هدفًا في ذاته.
* عدم الإسراف في الطعام، بل يمكن أن نقتصدَ قدر الإمكان ونعطي للفقير من طعامنا أو مالنا.
* تذكري أختي صندوقَ الصدقات الموجود في كل بيت من بيوتنا، نضع فيه نحن وأبناؤنا ثم يعطَى للفقراء.
* يمكنكِ إخراج زكاة المال في رمضان حتى تُحسب لك بسبعين فريضة.
* لا تنسي إخوتنا في فلسطين والعراق.
* قضاء حوائج المسلمين من أقارب وجيران وأصحاب، فهو خير من الاعتكاف شهرين في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.
* يمكنك استغلال فترة الحيض في مثل هذه الأمور (قضاء الحوائج)، مع إكثارك من الذكر والاستغفار وسماع القرآن والدعاء.
* تذكَّري وذكِّري أولادك بأهمية الدعاء، خاصةً في أوقات الإجابة، وبالأخص في وقت الإفطار؛ فإن هناك
دعوةً لا تُرَدّ، مع ذكر دعاء الإفطار، ولا تنسي دعاءك للمجاهدين.
* الحرص على صلاة التراويح لكل الأسرة في المسجد.
* عدم السهر للجميع حتى يتسنَّى لهم الاستقاظ للسحور.
* اهتمي أختي الحبيبة بصيام الجوارح من عين وأذن ولسان وجميع الجوارح، فلنحذر التلفاز ولتتفقي مع أبنائك على ما يمكن أن يشاهدوه مما هو مفيد، ولا أظن أن الأسرة الحريصة على وقتها والحريصة على استغلال الوقت لديها وقت أصلاً لهذا الأمر.
* يمكنك عمل جدول للأبناء، وتضعي فيه بعض الأمور السابقة، من صلاة وصيام وصيام جوارح وصلة رحم ومذاكرة ودعاء ثم تعطي مكافآت لمن أحسن.
* احرصي أشد الحرص على العشر الأواخر من رمضان، وحذارِ أن تفلت منا بسبب انشغالنا بتنظيف البيت أو الكعك أو الملابس وتجهيزات العيد؛ لأن فيها ليلةً هي خير من ألف شهر، بل المطلوب تكثيف العبادة فيها قدر الإمكان، وإحياء الليل بالتجهد، وختم القرآن فيها، وتحري ليلة القدر.
* حبَّذا لو تُخصصين لكل يوم أو أسبوع في رمضان معنى من معاني رمضان، وتحاولين تحقيقها، من صبر ورحمة ومواساة..
* أن نخرج من الشهر الكريم بحقيقة وهي الصيام عما حرَّمه الله طوال حياتنا، وكأن حياتنا يومُ صيام طويل والإفطر يكون في الآخرة في الجنة عند مليك مقتدر..
فاللهم تقبل منا الصيام والقيام وسائر الأعمال.. اللهم آمين.