الأمل المدير العام
عدد الرسائل : 2845 البلد او الاقامه : مصر الحاله الاجتماعيه : متزوج الهوايات : القراءه رقم العضويه : 1 مدى النشاط بالمنتدى : علم الدوله : احترام قوانين المنتدى : المزاج اليوم : تاريخ التسجيل : 04/12/2007
| موضوع: اطفالنا يعانون العصبية فما الحل ؟ الخميس فبراير 14, 2008 1:30 pm | |
| اطفالنا يعانون العصبية فما الحل ؟
في السابق كان يعتقد ان عصبية الآباء من شأنها ان تنتقل الى الابناء فيكبرون وهم يعانون من العصبية في التعامل مع الآخرين، الا ان الدراسات الحديثة تؤكد على انها ليست وراثية بل هي سلوك مكتسب ومتعلم نتيجة لعوامل عديدة اهمها كبت الآباء للابناء، واسباب اخرى تجعل من اطفالنا عصبيي المزاج، وقد لا يكون وراءها اسباب نفسية فحسب بل عوامل جسمية مما قد يؤدي الى عدم استقرار الطفل، ومن واجب الوالدين فهم الاسباب الكامنة وراء هذه الحالة للوصول الى مساعدة الطفل في التخلص منها. لذا فمن واجبنا ان ننبه الاهل الى الاسباب التي تدفع باطفالنا الى العصبية للوقوف على هذه المشكلة لنتمكن من مواجهتها. وعن اسباب هذه العصبية يقول الدكتور احسان عبدالكريم (اخصائي نفسي): ان اهم اسباب عصبية الاطفال هي شعورهم بالعجز والعزلة احياناً، وكلها مشاعر سلبية ترجع الى حرمان الاطفال من الدفء العاطفي وعدم اشباع رغباتهم كالحب والحنان والقبول من الاخرين، والى سبب اهم من كل ذلك هو سيطرة الآباء وسطوتهم وتجبرهم في التعامل مع ابنائهم او مع زوجاتهم فيؤثر ذلك على الابناء. - وكيف برأيك يؤثر تصرف الأب على ابنائه؟ - لا شك ان الأب الذي عانى من العصبية والتوتر ينقل هذه المظاهر الى اطفاله، لأن الطفل في حقيقة الامر يلاحظ سلوك ابيه ويقلد تصرفاته، وبذلك يتعلم اساليب جديدة للاستثارة الانفعالية وكذلك الأم الثائرة الحانقة تعلم اطفالها العصبية والتهور بدلاً من ان تعلمهم مجابهة الحياة بترو وهدوء، والأم المتسلطة تصبح مصدراً محبطاً للطفل بعكس الأم المرنة الهادئة التي يحبها ويثق فيها وبالتالي يخضع لمشيئتها وينفذ مطالبها بكل هدوء وبعيداً عن العصبية. ومعنى ذلك ان أساليب السلوك الخاطئة التي يقوم بها الآباء والامهات تنتقل للابناء وحينما يكبر يبدأ بتطبيق تلك الاساليب في حياته. القسوة وأسباب أخرى نور حميد (مشرفة تربوية) ترجع اسباب العصبية اضافة الى القسوة من قبل الاهل الى التدليل المبالغ فيه والافراط في الحب والحماية، فإن ذلك يؤدي الى عصبية الاطفال،ذلك لأن التدليل ينمي روح الانانية ويجعله دائم التركيز حول ذاته فيتعلم ضرورة اجابة رغباته دون تأجيل فيثور ويتوتر ان لم يتحقق له ذلك فيشعر ان المجتمع كله ضده لعدم تحقق ما يريد فيصاب بحالة عصبية في الوقت الذي لا يعي اننا لا نستطيع تلبية جميع مطالبه وخاصة عندما يكون الطفل الوحيد لاهله فيكون بؤرة للتدليل والاهتمام، وفي حالة عدم تلبية احتياجاته من الآخرين يصاب باضطرابات نفسية تدفعه لحالة من العصبية والهستريا وقد يدفعه الى الصياح وتكسير الاشياء من حوله، ويقف الاهل في الكثير من الحالات عاجزين عن عمل اي شيء. - وكيف يمكننا تجاوز ذلك؟ - ان الخوف الزائد على الاطفال لا يعطيهم النمو الكافي لشخصيتهم اجتماعياً، لذا فإن التعامل مع الطفل بشكل طبيعي كأي طفل عادي لا لكونه الطفل الوحيد للأسرة واتاحة الفرصة امامه للاختلاط باقرانه وممارسة نشاطه الاجتماعي بصورة طبيعية لا ان يشعر بأنه الطفل الافضل في الكون، كما ان على الاهل التحلي بروح الهدوء والاتزان في التعامل مع اطفالهم فلا يدفعون بهم الى الغرور. وللأذكياء نصيبهم من العصبية د.احلام حسين (دكتوراه علم نفس) تقول: ان الطفل الاكبر اذا ما وجد الضوء الاخضر من قبل الاهل فإنه قد يتقمص دور الاخ الاكبر والمسؤول عن الآخرين فيتسلط في تعامله مع اخوته فإذا ما وجد من يقف امامه يصاب بحالة من العصبية، وكذلك الولد عندما يكون الوحيد بين اخواته الاناث وبسبب بعض الافكار الخاطئة لدى العديد من العوائل فإنه يحاول فرض نفسه عليهم والتصرف بعصبية مع اخواته وكلها تصرفات إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح تصبح حالة ملازمة لشخصية الطفل فينمو ويكبر على العصبية. والضعف العقلي ومستوى الذكاء المنخفض غالباً ما يكونان مصحوبين بتوتر عصبي وعدم استقرار، وتزاد عصبيتهم كلما شعروا بوجود ضغط زائد عليهم في البيت او المدرسة كأن يطلب منهم تحسين مستواهم الدراسي، وعندما يكون هذا الطلب اكبر من قدراتهم وطاقاتهم الذهنية تزداد عصبيتهم وخاصة اذا ما تم تأنيبهم ومقارنتهم باقرانهم فيشعرون بالنقص والشقاء وخيبة الامل فيزداد التوتر النفسي والعصبي لديهم. كما ان الامر لا يتوقف على الطفل قليل الذكاء، بل حتى الاطفال الاذكياء قد يصابون (احياناً) بالعصبية والتوتر وعدم الاستقرار وذلك بسبب استيعابهم السريع للدرس مقارنة بأقرانهم فيشعرون بالملل من التكرار والاسترسال في اعادة الشرح لباقي الطلاب فيدفعهم ذلك الى الضيق والتبرم وقد يدفعهم احياناً الى الاستخفاف بالدروس، كما ان مستوى ذكائهم يدفعهم الى الاسئلة الزائدة وفي مواضيع خارج نطاق الدرس مما يؤدي الى ضجر المعلمين من ذلك واحياناً يتعرض الطفل الى العقاب البدني او السخرية من الاسئلة بحجة انها تعيق الدرس وبالتالي يدفع ذلك بالطفل الى القلق النفسي والاحباط فيلجأ الى العصبية. وللتربويين دور - وما هو العلاج لمثل هذه الحالات: - ونحن على اعتاب العام الدراسي الجديد لابدّ ان نشير الى ان الامر متعلق بشكل مباشر بالتربويين والتعليميين باعتبار ان دورهم في التربية مكمل لدور الاهل، فقضية الطفل الذكي لا تقل خطورة عن الطفل الاقل ذكاء، لان اهمالهم قد يؤدي الى مطبات نفسية وعصبية شديدة وقد تدفع بهم الى امراض كالتبول اللاإرادي او امراض الكلام كالتأتأه واللجلجة، وفي تطورات اخرى قد تؤدي الى انحرافات سلوكية كالسرقة والكذب وبالنهاية تؤدي الى التخلف الدراسي ومن ثم الفشل. لذا فإننا نطالب ان توفرت الامكانيات الى ان يتم فتح صف خاص للمتفوقين في كل مدرسة او على الاقل في كل منطقة يكون هناك عدد معقول من المدارس فيها صفوف للمتفوقين، وإن لم يمكننا ذلك فإننا نطالب التربويين ان يوسعوا صدورهم لاسئلة الاطفال وان يعطوهم وقتاً كافياً للاجابة شرط ان لا يؤثر ذلك على سير الدروس، وان يحاولوا قدر الامكان امتصاص الضجر الذي يصاب به هذا النوع من الاطفال بسبب تكرار الشرح لباقي التلاميذ. اما بالنسبة للاطفال قليلي الذكاء فمسؤولية الاهل هنا تكون اكبر فعليهم التعجيل في العلاج الطبي اللازم مع اعادة تربية هؤلاء الاطفال بالاساليب التربوية الخاصة المناسبة لما يعانونه محاولة لاستثمار ذكائهم المحدود. وعلى الجانب العام فإن من الواجب توعية الاهل وحتى قبل الانجاب لمواجهة الاضطرابات التي يمكن ان تتسبب في انجاب اطفال ضعاف العقول. وفي كل الاحوال علينا اجراء التصحيحات اللازمة في علاقة الطفل بوالديه ومعلميه لاشباع حاجاته النفسية بمساعدته على اثبات ذاته بالاهتمام بالانشطة الترويحية مثل زيارة المتاحف والاماكن الاثرية والقيام بالرحلات العلمية، وان كنا قد فقدنا هذه النوع من الرحلات في المدارس بسبب الوضع غير المستقر، الا انها تساعد كثيراً في امتصاص الحالات العصبية داخل الاطفال كما ان مشاهد البرامج التلفزيونية الهادفة والتنزه في الحدائق تساعد كثيراً في تقليل العصيبة عند الاطفال. أعراض العصبية لدى الأطفال وحتى نقي اطفالنا من العصبية لابد ان نشخصها منذ البدابة وهذا يتطلب الاهتمام المستمر من الأم خاصة والأب بالمتابعة المستمرة للاطفال كي نتمكن من معرفة مااذا كان الطفل يعاني من احدى الاعراض العصبية لنتمكن من علاجها ومن الاعراض التي شخصها علماء النفس هي: - قضم الاظافر وقرض الاقلام وعض الاصابع وتقطيع شعرات الرأس وكلها تدل على الغضب، والشعور بالحرج وهو من ظواهر اعراض التوتر العصبي وكثيراً ما تزداد الحالة عند التلاميذ اثناء الامتحانات فيحاول الطلبة القيام بهذه الافعال لاستنفاد التوتر النفسي والعصبي. - القيام ببعض الحركات اللاإرادية مثل هز الساق بطريقة مستمرة ورمش العين المتلاحق وبصورة مستمرة وتحريك الرقبة يميناً ويساراً وتحريك جوانب الانف والفم يميناً ويساراً ايضاً، وفي الواقع هي وسائل للتخلص من التوتر العصبي الناتج عن اضطرابات نفسية حادة. - مص الاصابع لغير الاطفال الرضع وتعتبر حالة من الاضطراب العصبي والنفسي وتزداد الحالة مع مواجهة المشاكل او عند الفشل والاخفاق. وهنا لا بد ان ننبه الآباء والامهات الى ان التحذير المباشر للطفل قد لا يجدي نفعه في الاقلاع عن هذه الافعال بل قد يدفعه الى العناد فلا بد من علاج الحالة النفسية للطفل ليتمكن من التخلص من الحالة العصبية التي تصيبه، وكما ذكرنا فإن العلاج يكون باشغال وقت الطفل بامور تمتص عصبيته، ويمكن الاستعانة باعمال يدوية تحول دون وضع يده في فمه مثلا بدلاً من التأنيب والعقاب والتوبيخ لانها تزيد الاضطرابات العصبية لدى الاطفال. | |
|